Sunday, August 21, 2011

مما تركه التداعي على مقعده بعد مغادرته مباشرة

هي لحظةٌ
تأتي ولا تأتي
فدعنا -يا فراقُ- لنقرأ السطر الأخير من القصيدة
وامتحنّا بعدها بالريح أو بالله

..كان الوجود مرتبا في جملة ممهورة بصداك يامحمودُ
كنا صاحبين
فأنت أنت
على سرير للغريبة تشرب النعناع، تختار الهوى -من بين ما يأتيك دوما لا تريد سوى الهوى- وتطل من قمر قصيٍ شاحب
وأنا
قليل من رفات الوقت
أنزفه وينزفني، فنشرب نخبنا ونضلّ بالتجريب

..كان الجدار سميّ معناه
وكنت رفيقه وأناه
"جرح في ذراع الحاضر العبثي"
مشمولا بلون اللوز لا بشذاه
والمعنى صديق خائب لا يشتهيك سوى على هدي البصيرة
يومها "تعطي الحكاية سيرة شخصية..فالذكريات.."
وتاهت الكلمات في غور من الأبد الرجيم
وأنت أنت
وما سواك مكمّل لك فيك

..كان اعتذارك قبلة المنفى وظل البيت
والكأس انكسارُ دائم
لتموت
لا لتموت فينا
بل لتنقل فكرة الأحياء للموتى فنعرفهم
فنحيا فيهمو
فنراك بستانا
ومتنا كاملا لنشيد عمر لا يضلّ ويكتوي بدموع أمك
-قد أسرّت لي بأن الليل محفور على أيدي نساء قد مررن بغصنك العالي ولم يلقوك-
ألقاك غضّا مثلما بشّرتني
في ليلة ستمرّ
كالنيل المُعدّ لموتك الآتي
وموتي المستمرّ
أراك وجها ناصعا،
نجما يمانيا،
وفنجانًا يفوح بقهوة
ستشكل الحرف الخؤون
وأول المعنى
وآخر أزرق الشال المطرز بالحياة المستعدة للنزال

..كان المجاز يعدّ عدته لتابوت التمنّي
غير أنك لم تخنه
وخنتنا
ورحلت يامحمود
قل
هي لحظة
تأتي
ولا تأتي
فدعنا يافراق
وخلّنا نرتاح للّقيا
فنعرف أننا نبغي القصيدة
فيك
حتى تأتنا فرحا جديدا
آه يامحمود

No comments:

Post a Comment