Thursday, August 18, 2011

في تمام الألوهة


في تمام الألوهة
(أو لا يبقى سواي بعد ذلك)




قمرٌ تقادم في مزامير السماء،

مُدلدلا ساقيه نحوي، ناضحا بالنور والنسيان.

ما لغةٌ يهمهما النوى إلا وزخرفة تبعثر فوقها ماء السوّاد.

..إليّ ترتيل البراح سينتهي، وأنا الوحيدُ

سكبْتُ أرضي فوق ظلي وانفلتٌّ

وراقصتني الريح في سكك التراب.

نزعْتُ عنّي آخر القرآن

منتشيا بخمر الممكنات،

أودّع الآتين،

أتركهم ورائي

أسكنُ الجدران (تهوي فوق عينيّ المتاحة خارج الملكوت)

من يتلو ضلوعي؟

من يجيء

بأنضج الأرباب،

ضارٍ كالزهور،

 وطازجٌ كالقلب ،

 سبحانٌ يليق بلعبة الشطرنج؟

..وجهي، حفنة الأضداد في جوقات أهل الذكر

(أهلي يعرفون القفزة الأزلية الأولى لصدري في الموائد إن تجلّت في الطواسين الطليقة)

معصمي، السيمياء

(أصحابي يلومون البصيرة أن رأيتُ الله أثداء البنات الغافلات عن المفاتن)

ظهريَ، الشعراء ضيقةٌ عليهم هسهسات الإرتجال

(يُرنّم العود الألوهة بالصبا والرست وبالبيات)

كفّي،ليلة المعراج

(أبي يؤثث للمثاني السبعة الأحلامَ والشجر المنوّر بالذهاب)

الشايُ في المقهى المزقزق بالزبائن، جبهتي

جلدي، برابرةٌ وأسمال وأكداس من الإنسان..

..هذي عُدّتي:

سفرٌ، وتيهٌ، وانفلات كامل من لجّة التاريخ

لا يبقى سواي...بعد ذلك!

**

قال الذين تفرّقوا:

الله أو هذا الشقي!

وهلوَسوا ماضيهمو،

خلقوا جنائز من تراب الوحي

أو بعض المطايا للملائكة القريبة من دمي،

"فاترينة" للأنبياء

اختر نبيك:

-بينهم من يبرئ الأعمى ويحيي الميْتَ

-آخر منهمو من يفلق الأحجار أنهارا، يشق البحر

-....................

-.....................

-............................

-................................

فاختر ما تشاءُ

ودلّهم

حتى يقول الوقت كلمته:

تتك تك تك تتك

ثم..

لا يبقى سواي...بعد ذلك!

**

الكأسُ خالصة لوجهي،

تشرب التنزيل من قبل الكلام

فأحشد الجمهور للتصفيق،

ثم أميتهم و...

ثم..

لا يبقى سواي..بعد ذلك!

**

ماذا لدي:

النهرُ،

أفخاذُ الحسانِ،

قميص بوذا،

هيجلُ،

الكنديّ،

سقراط،

ابن رشد،

كنيسة العذراء،

كورنيش المعادي،

عين جالوت،

الكسالى،

ساعة الفجر الشتائي،

ابن آوى،

قطة روميّة،

طبق البطاطس،

جامع السلطان،

تذكرة الترام،

وصوت "ذكرى"

ثم..

لا يبقى سواي...بعد ذلك!

**

عدمٌ يميد،

يلفّ من فوقي

وأسفليَ الدوائر

لا تدور،

فقط تحاول –باختراع فضيلة-

تأثيث ما يبقى ليبقى

أو ليذهب

لم أعد أهتمّ!

كانت وحشتي:آنست نارا

غربتي: هذا الوجود

ثم لا يبقى سواي...رغم ذلك!

No comments:

Post a Comment